تاريخ السويد
تم تحديثه آخر مرة بتاريخ: 13 ،12 ،2023
يتناول هذا النص تاريخ السويد. سوف تقرأ عن كيفية تطور السويد من مجتمع فلاحي فقير إلى دولة رفاهية.
سوف تقرأ أيضًا عن إرادة الشعب السويدي في تغيير المجتمع وكيف بدأ في التأثير على السياسيين لإنشاء مجتمع أكثر عدلاً. وسوف تتعلم المزيد عن كفاح العمال السويديين من أجل الحصول على ظروف عمل أفضل وكيف نمت الحركة العمالية السويدية.
ملخص موجز لتاريخ السويد
في القرن السابع عشر، كانت السويد أكبر بكثير مما هي عليه اليوم. كان لدى السويد جيش كبير غزا مساحات كبيرة من الأراضي في الحروب. والملك السويدي في ذلك الوقت كان يُدعى كارل الثاني عشر (Karl XII) وأراد أن تكون السويد أكبر. لهذا أراد هزيمة روسيا. ولكن الجنود السويديين خسروا معركة ضد الروس في مدينة بولتافا عام 1709. بعد ذلك، لم تعد السويد قوة عظمى في أوروبا. خاضت السويد العديد من الحروب على مر السنين ولكن منذ عام 1815 وهناك سلام في السويد.
هل كنت تعلم قبل أن تقرأ النص أعلاه أن السويد شاركت في عدة حروب خلال القرن السابع عشر- 1600؟
كان الملك من قبل يتمتع بأعلى سلطة في السويد. من يتخذ القرارات في السويد اليوم؟ هل تعتقد أن الملك لديه أي سلطة سياسية في السويد اليوم؟
خلال القرن التاسع عشر- 1800، كانت السويد مجتمعًا فقيرًا للفلاحين. في منتصف القرن التاسع عشر- 1800، عانت الزراعة السويدية من العديد من المواسم الزراعية السيئة. لم يكن الطعام كافيًا للجميع وكان الناس يعانون من الجوع. ومن ثم اختار الكثيرون الانتقال من السويد ليعيشوا حياة أفضل. وبين عام 1850 وحتى الحرب العالمية الأولى عام 1914، انتقل حوالي مليون سويدي إلى الولايات المتحدة. وكان ذلك أكثر من خُمس السكان. ولكن بقى في السويد من لا يستطيعون تحمل تكاليف الانتقال منها.
في ذلك الوقت، شعر البعض أن الكنيسة السويدية لديها الكثير من السلطة وأنها عفا عليها الزمن ومن غير العدل الالتزام بالأفكار والقيم القديمة. وكان هناك أيضًا من اعتقد أن للملك سلطة كبيرة. وفي القرن التاسع عشر-1800، كان الرجال يمتلكون كل السلطة تقريبًا. سواء في المجتمع أو داخل الأسرة. والأشخاص الذين لم يقبلوا ذلك يمكن أن يتعرضوا للرفض من الأصدقاء والعائلة.
وقد أثرت الكنيسة السويدية على أشياء كثيرة، مثل ما تبدوا عليه بعض القوانين في السويد. والعديد من العادات والتقاليد تأتي من الكنيسة.
وفي نهاية القرن التاسع عشر- 1800، بدأت المزيد والمزيد من الصناعات تدخل في السويد، لا سيما في المدن الكبيرة مثل ستوكهولم ويوتيبوري ومالمو. وغالبًا ما كان العمال يحصلون على أجور منخفضة وأيام عمل طويلة. وكانوا غير راضين وانتهى بهم الأمر في صراعات مع أصحاب الشركات. وأراد العمال تغيير وضعهم، ولكن كان الأمر صعبًا. وكان لدى أصحاب الشركات الكثير من الأموال وسلطة كبيرة. لكن كان هناك المزيد من العمال واعتقدوا أنهم سيكونوا أقوياء معًا. ونظموا أنفسهم وأسسوا جمعيات وأحزاب سياسية. وبهذه الطريقة، يمكنهم البدء في تغيير ظروف العمال.
وفي بداية القرن العشرين-1900، بدأت السويد في إجراء تبادل أكبر مع البلدان الأخرى. وزادت التجارة مع البلدان الأخرى وأصبح بإمكان الناس السفر بين البلدان بدون جوازات سفر.
وتطورت السويد خلال 150 عامًا من دولة زراعية فقيرة إلى دولة صناعية غنية. هل يمكنك رؤية أي أوجه تشابه مع البلد أو البلدان التي عشت فيها من قبل؟
حربان عالميتان
خلال النصف الأول من القرن العشرين-1900، وقعت حربان كبيرتان. لقد بدأت الحروب في أوروبا، ولكن قامت دول من باقي أنحاء العالم بالمشاركة فيها أيضًا. وهذا هو سبب تسمية تلك الحروب بالحروب العالمية.
وفي عام 1914، بدأت الحرب العالمية الأولى. شاركت العديد من البلدان في أوروبا في هذه الحرب. وبعد أربع سنوات، ساد السلام مرة أخرى عام 1918. بحلول ذلك الوقت، كان 20 مليون شخص قد لقوا حتفهم.
لم تشارك السويد في الحرب العالمية الأولى، ولكن الحرب أثرت على السويد على أية حال. فخلال الحرب، لم يكن هناك ما يكفي من الطعام للجميع. وكان الكثيرون غير راضين واندلعت الاضطرابات وأعمال شغب في عدة أماكن في جميع أنحاء البلاد، وخاصة في المدن. واعتقد الكثيرون أن العمال السويديين سيحدثون ثورة، لكن السياسيين أُجبروا على الاستماع إلى الشعب وقرروا إجراء العديد من التغييرات الكبيرة. وفي عام 1919، قرر البرلمان ألا يزيد يوم العمل عن ثماني ساعات، وفي نفس العام مُنحت المرأة حق التصويت في الانتخابات البرلمانية.
لماذا قرر البرلمان السويدي هذه التغييرات في رأيك؟
فترة ما بين الحربين 1919 - 1939
في عشرينيات القرن الماضي-1920، كان وضع العديد من السويديين جيدًا. وأراد الناس التأثير على المجتمع وبدأوا في النضال معًا من أجل أشياء مختلفة، مثل الإسكان الأفضل. فقد عاش الكثيرون في شقق باردة وسيئة وطالبوا أصحاب العقارات بالعناية بها بشكل أفضل. وفي هذا الوقت، بدأت أيضًا العديد من المدارس الشعبية العليا والاتحادات الدراسية. كانت هذه هي المدارس التي يمكن للجميع ارتيادها. ونتيجة لذلك، تعلم المزيد من الناس، وليس فقط الأشخاص الذين لديهم الإمكانية ويستطيعون تحمل تكاليف الدراسة في الكليات والجامعات. ورأى الشعب أن بإمكانهم التأثير على كل من تطورهم وتطور البلاد وهذا عزز الديمقراطية في السويد.
ولم تكن الأمور تسير على ما يرام في السويد فقط في عشرينيات القرن الماضي. فقد تحسن الاقتصاد في أجزاء كبيرة من العالم وحدث الكثير من الأشياء الجيدة. فقد ظهرت أدوية جديدة، وكان بإمكان الناس البدء في الاستماع إلى البث الإذاعي، وكان من الممكن إجراء الاتصالات الهاتفية بين الولايات المتحدة وأوروبا. وعمل العديد من السياسيين والعلماء على جعل العالم مكانًا أفضل.
ولكن بعض العلماء اعتقدوا أنه يمكن تقسيم البشر إلى أعراق وأن بعض البشر أفضل من غيرهم. وكان يُطلق على هؤلاء العلماء علماء البيولوجيا العرقية. واتفق معهم الكثير من الناس، ولكن أدرك الكثيرون أن مثل هذه الأفكار تؤدي إلى العنصرية والتمييز. وفي السويد، تأثر اليهود وقومية السامي والروميين (الغجر) على وجه الخصوص بعنصرية وتمييز الأحياء العرقية.
وفي عام 1922، تم إنشاء معهد البيولوجيا العرقية الذي تديره الدولة في السويد. وكانت مهمة المعهد هي معرفة أسباب للجريمة وإدمان الكحول ومشاكل الصحة النفسية وغيرها من الأشياء التي كانت تعتبر مشاكل للمجتمع السويدي. وفي عام 1934، صدر قانون ينص على أنه لا ينبغي أن ينجب جميع الناس أطفالًا. وتم خصاء آلاف الأشخاص قسراً. وهذا يعني أنه تم إجراء عملية جراحية لهم ضد إرادتهم حتى لا يتمكنوا من الإنجاب. واليوم، لم يعد معهد البيولوجيا العرقية موجودًا. وفي عام 1976، تم حظر خصاء الناس في السويد.
وتعرضت مجموعات كبيرة من الناس للتمييز في السويد وأوروبا خلال عشرينيات-1920 القرن الماضي. هل ترى أي أوجه تشابه مع أشكال التمييز الأخرى التي حدثت في أجزاء أخرى من العالم؟
وفي عام 1929، كان هناك انهيار في سوق الأوراق المالية في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية. حيث انخفضت قيمة الأسهم بسرعة وخسر الكثير من الناس الكثير من المال. وأفلست الشركات وأصبح العديد من الأشخاص عاطلين عن العمل وأجبروا على بيع منازلهم. وقد أثر ذلك على الاقتصاد في جميع أنحاء العالم، وفي أوائل الثلاثينيات-1930 كانت هناك أزمة اقتصادية وارتفاع في معدلات البطالة في أوروبا أيضًا. وأصبح كثير من الناس فقراء وقلقون على مستقبلهم.
في ألمانيا، وصل النازيون إلى السلطة في عام 1933. اعتقد النازيون أن بعض الناس، مثل اليهود والروميين (الغجر) والمثليين جنسيًا، ليسوا ذوي قيمة متساوية مقارنة بغيرهم. وقال الزعيم النازي أدولف هتلر أن اليهود خطرون ويشكلون ضررًا لألمانيا. وقد كان الكثير من الألمان يعانون من حالة اقتصادية سيئة وكانوا يأملون في أوقات أفضل مرة أخرى. وآمن الكثير بهتلر وحزبه النازي وبدأ المزيد والمزيد من الناس يكرهون اليهود. ويُطلق على كراهية اليهود اسم معاداة السامية. وجرّد النازيون اليهود والروميين (الغجر) من حقوقهم كمواطنين، وتم سجن وقتل العديد منهم.
كما أثرت الأزمة الاقتصادية على السويد أيضًا. وكان ثلث العمال في السويد عاطلين عن العمل في ذلك الوقت. أراد الكثيرون التغيير، وتم ذلك بالفعل بعد انتخابات عام 1932. أصبح حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي (socialdemokratiska arbetarpartiet) أكبر حزب، وبدأوا مع حزب آخر، اتحاد الفلاحين (Bondeförbundet)، في تغيير أشياء كثيرة. وكان أحد هذه التغييرات هو التأمين ضد البطالة. وكان ذلك يعني أن العمال يمكنهم الاستمرار في تلقي الأموال من الدولة حتى لو أصبحوا عاطلين عن العمل. وتمثلت التغييرات الأخرى في أن لكل فرد الحق في الحصول على إجازة وأن يحصل كل فرد على معاش تقاعدي أفضل. والمعاش التقاعدي هو المال الذي تتلقاه من الدولة كل شهر عندما تتقدم في السن وتتوقف عن العمل.
وكانت فكرة العديد من التغييرات هي أن يقوم الذين لديهم موارد مالية أفضل بمساعدة أولئك الذين ليس لديهم نفس القدر من المال. وفعلوا ذلك عن طريق دفع المزيد من الضرائب. وقام السياسيون بعد ذلك بتوزيع أموال الضرائب على فئات المجتمع التي تحتاجها أكثر. وقال السياسيون أنهم يريدون إنشاء مجتمع عادل ومتساوٍ. حتى أن هذا المجتمع حصل على اسمه الخاص. كان يُسمى بـ Folkhemmet (بيت الشعب). ولكن لم يكن الجميع موضع ترحيب في Folkhemmet. حيث لم تُتاح نفس الظروف لدى بعض الفئات من الناس، مثل قومية السامي والروميين (الغجر).
هل كنت تعلم أنه كان يوجد في السويد مجموعات عرقية لم تتمتع دائمًا بنفس الحقوق مثل الآخرين. لماذا تعتقد أن الأمر كان كذلك؟
ولكن من نواحٍ عديدة، كانت التغييرات السياسية ناجحة وسارت الأمور بشكل أفضل بالنسبة للسويد. وكان من الممكن تنفيذ العديد من التغييرات لأن مجموعات مختلفة في المجتمع تفاوضت مع بعضها البعض واتفقت على أشياء مفيدة للسويد. وتم إجراء مفاوضات شهيرة في عام 1938. حيث اجتمعت منظمتان كبيرتان في Saltsjöbaden خارج ستوكهولم للتفاوض بشأن أجور العمال. وهما نقابة العمال، الاتحاد العام لنقابات العمال السويدية (Landsorganisationen i Sverige, LO)، ورابطة أرباب العمل السويديين (Svenska Arbetsgivareföreningen, SAF). وقرروا كيفية التعاون والاتفاق على أجور العمال في المستقبل. ويُسمى هذا التعاون بين أصحاب العمل والموظفين "النموذج السويدي" ("Den svenska modellen") وكان مهمًا جدًا لتطوير الاقتصاد السويدي. وكان النموذج السويدي يعني أن الأشخاص ذوي الأجور المنخفضة أصبحوا أفضل وأن الفوارق الاقتصادية في المجتمع قد انخفضت.
الحرب العالمية الثانية 1939 - 1945
في عام 1939، اندلعت الحرب العالمية الثانية. بدأ الأمر بمهاجمة ألمانيا النازية لبولندا، لكن المزيد من الدول انجرفت إلى الحرب. فمن جهة كانت ألمانيا النازية واليابان وإيطاليا. والجهة المضادة كانت الاتحاد السوفيتي، بريطانيا، فرنسا، الولايات المتحدة وعدة دول أخرى.
وخلال الحرب، ازدادت حالة اليهود سوءًا. حيث قام النازيون بسجنهم ونقلهم إلى معسكرات كبيرة وفيها تم قتل الكثير منهم. وتُسمى هذه المعسكرات بمعسكرات الاعتقال. وخلال الحرب العالمية الثانية، قتل النازيون ستة ملايين يهودي فيما يُسمى بـ "المحرقة". كما تعرض الروميين (الغجر) والبولنديون للإبادة الجماعية. وقتلت ألمانيا النازية آلاف الأشخاص الآخرين، بما في ذلك المعاقين والمعارضين السياسيين والمثليين جنسيًا.
ولم تشارك السويد في الحرب العالمية الثانية. فلم ترغب الحكومة السويدية في مشاركة السويد، وفي بداية الحرب، فعلت السويد أشياء كثيرة طالبت بها ألمانيا النازية. على سبيل المثال، أوقفت السويد اليهود الألمان الذين حاولوا الفرار إلى السويد. ولكن السويد ساعدت أيضًا الجهة المضادة لألمانيا النازية في الحرب. كما ساعدت السويد فنلندا المجاورة، بما في ذلك 70,000 طفل فنلندي لم يتمكنوا من البقاء مع أسرهم، وعاشوا مع أسر سويدية.
حقبة ما بعد الحرب العالمية
انتهت الحرب العالمية الثانية في عام 1945. هُزمت ألمانيا النازية في الحرب ولكن بطريقة ما كان الجميع خاسرون. فقد تم قصف العديد من المدن وقتل 50-60 مليون شخص.
بعد الحرب العالمية الثانية، لم يرغب أحد في اندلاع حرب عالمية ثالثة. وبدأت الدول في العمل معًا لتجنب حروب جديدة. ولا يزال هذا التعاون قائمًا حتى اليوم ويُسمى بـ الأمم المتحدة. وتعمل الأمم المتحدة من أجل السلام والأمن في العالم ولحماية حقوق الإنسان وتنميتها. وفي عام 1948، صوتت دول الأمم المتحدة لصالح الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وتجدر الإشارة إلى أن جميع دول العالم تقريبًا أعضاءً في الأمم المتحدة.
ونظرًا لأن السويد لم تكن مشاركة في الحرب، تمكنت الشركات السويدية أن تبدأ بسرعة في إنتاج وبيع سلعها وخدماتها مرة أخرى. وأرادت العديد من الدول التجارة من السويد وحققت الشركات السويدية أرباحًا كبيرة. وكانت البطالة منخفضة للغاية في هذا الوقت. وأصبحت السويد دولة غنية ونفذت الحكومة العديد من التغييرات السياسية. وأصبح يحق لجميع المواطنين الحصول على الرعاية الطبية. وأصبح بإمكان العاملون الحصول على أربعة أسابع إجازة مدفوعة الأجر. وحصلت النساء اللواتي بقين في المنزل لرعاية أطفال صغار على أموال من الدولة وتم تطوير مرافق رعاية الأطفال بحيث أُتيح لدى النساء فرصة أكبر للعمل. وأخذت الدولة على عاتقها مسؤولية تمتع السكان بوضع اقتصادي جيد، وصحة جيدة ، وسكن جيد وغير ذلك. وانخفضت معدلات الفقر وتطورت السويد لتُصبح ما يُسمى بدولة الرفاهية.
يوجد الكثير من الأشياء الجيدة للناس في السويد اليوم، ولكن لم يكن ذلك الحال دائمًا. وأدى نضال الناس إلى التغيير. ما التغيير الذي تود رؤيته؟
هل يمكنك إعطاء مثال على شيء ناضل الناس من أجله في البلد أو البلدان التي عشت فيها من قبل؟